أنثى وأوراق الخريف

” إلى جدران الذكريات
وألوانُ أطيافي المُختزله
بِها ..
أرسمُ إسمُكَ
كـ طريق يأخِذُني إليك
فوق السحاب
كُنتَ قدري الذي أحلمُ به
وأصبحتَ سراب “
” إيما “، فتاة في قرية بعيده جداً عن العين المجردة ، فقدت والدتُها في سنٍ صغير وقامت برعاية والدُها وأُختِها ، وسارت في شوارعِ قصص الحُب عندما التقت بهِ بين زخات الزهور على ناصيةِ الشارع المؤدي لـ منزِلِها ..
تبدأُ الحكاية عندما استيقظت ذات ليله على نسماتٍ بارده تسري من قدميها إلى جذورِ شَعرِها ، ورأت والِدُها يدخنُ سيجارته ودموعهُ تسيلُ على خديه ويتمتمُ بحديثٍ لم تفهمه ، قامت إليه ببطيء متسائِلة ..
وذهبت إلى غُرفتِها تبكي وتندبُ حظِها ، أتبيعُني يا أبي .. وأنقضي الليل بين بكاء ونحيب إلى أن طلعَ الصباح ، وذهبت إلى عملِها وهي بين مصدقه ومكذبه لما حدث في ليلةِ البارحة ..
وفي المساء ، أتى إليها حبيبُها لـ يمشي معها ويتجذبان الحديث الى أن تصل لمنزلِها ، كانت صامته وعيناها محمره من شدةِ الحزن والبكاء ..
وأخذت تركضُ لِـ منزِلها باكيه لا تعلمُ مصيرُها ، وهو ينظرُ لها مصدوماً من قولِها كأنهُ في حلمٍ ويُريدُ الاستيقاظ منه ..
دخلت لِـ منزلِها وأغلقت الباب وأجهشت بالبكاء ، تنظرُ حولها وتمنت الموتُ حِنِها ..
” أُكتب يا قلمي مصيري ..
تائِهه
لا الليلُ ليلٌ ..
والدمعُ في قلبي بكى
يستيقظُ الصبحُ
وعيناي عن صورتِكَ لم تفترق .. “
مرَ أسبوع ، و” إيما ” على حالِها لم تلتقي بِـ حبيبها منذُ ذلكَ اليوم تسيرُ وحدِها إلى منزلِها ، تخاطبُ الزهور عن أمرِها ، وفي يوم كانت في عملِها وفجأة دخل عليها وقال لها لِـ نلتقي في أخرِ الناصية ..
تذهبُ إليه مسرعه ، ودموعِها تُسابِقُها ، وعندما تلاقت أعيُنِهم كأنها تتحدثُ فـ هي مشبعه بالحُزن ، والحُب ، والشوق ..
أحتضنته وتبكي قالت له لن أُحبَ أحداً غيرُك ، هذا مصيري الذي باعني أبي إليه ..
ودعها وعيناه غارقة بالدموع ، فـ هو يُحِبُها جداً ولكن لا يريدُ أن يبقى ويموتُ حزناً على فُراقِها وهو يراها فـ ربما البُعد قد يخفف من حزنه ..
وبعد أيام تزوجت ” إيما ” من ذلك الرجل ولم يكن حاله أفضل من والدها فهو طريح الفراش أغلبُ وقته ولم يُعاملُها كـ زوجه بل كـ ممرضه تقومُ على رعايته ..
توفى والِدُها وأصبحت أختها معها ..
كانت تكتبُ كُلِ يومٍ رسالة إلى حبيبها وتضعُها في صندوقٍ بِـ خزانتِها ، لم يفارقُها الحزن فـ مازالت تحبه وتتمنى أن تلتقي به..
مات زوجُها وهي مازالت فتاة ، أصبحت غنية ولكنها فقيرة الحال ..
عاشت وأختُها معها ، ومر الزمان ولم تنساه ..
وفي ليلةٍ بارده أستيقضت أختُها على صوتِ بُكائِها ، ذهبت إليها فـ همست في أُذنِها
سوف يعود يبحث عني ، أخبريه بـِ أنني أنتظرتُ طويلاً وكنتُ أكتبُ لهُ رسائِلي ، أخبريه بِـ أنني رحلتُ أيضاً و مازِلْتُ أُحِبُهُ ..
ماتت ” إيما ” وهي شابة ماتت وهي مخلصه لِـ حبيبِها ، عاشِقه مفتونةٌ به ..
وبعد سنين عاد ، وأعطتهُ أختُها رسائِلُها التي إليه ، وأخذ يقرأُها رسالةٌ تلو الاخرى ، إلى ان سقطت بيدُهُ رسالة أحتضنها باكياً على صدره ..
” قد رحل
ولا يعلمُ بالقلبِ الذي أشتعل
باكاً
صارخاً
للحبِ الذي أنفطر
أُحِبهُ جداً
وحبي لهُ مُبَجَّل
لم أنساه ولن
كيف وهو الذي يُنبتُ بِ قلبي الزهر ..
ألتقينا وأفترقنا
والمطر من شدةٍ حزنِهِ أنهمر
تمنيتُ أن ألمسَ دموعهُ
وأسقيها لِـ جسدي الذي ضمر
أُحبكَ يا سيدي
حتى وأن رحلت
فـ القلبُ من غيركَ لا يهوى السهر
سـ تظلُ حبيبي
وعاشقي
حتى وأن دُفنتُ بالقبر
كتبتُ لكَ من دموعي
الحبُ أخلصتهُ لكَ
ولم يرحل ..”
جميلة
لكن أظن قرأتها من قبل لكن لا أذكر أين
ربما هنا في مدونتك
يسعدني تواجدكِ ..
ربما هنا وقمت بحذفها للتعديل ..
قلتها زمان وبعيدها
أسلوبك في شد القارئ من خلال طريقة سردك للقصة رائع
بالنسبة لي أنت من الأشخاص اللي أقرأ قصصهم بدون ماأعدي أي سطر
تعرف متى توقف الحدث عند نقطة معينة بشكل يشد للحدث اللي بيصير بعده
وبطريقة غير مملة .
* لو تؤلف كتاب من هالنوع أككيد بكون أول من يقتنيه.
أسعدني جداً تواجدكِ وحروفكِ ،
وأشكركِ على إطرائكِ ،
ربما يكون هناك قصص قصيرة ، او ربما رواية ..
موفق يارب
وبإنتظاره أكيد